
في الصين، يتبادل الإنسان موقعه مع الطبيعة، هي الأم التي منحته القدرة على الحلم والتأمل والصبر، وهو الابن الذي يبحث عن صحته في الحجر والغصن والأسطورة.
الأسطورة تفسير غريب للغموض والمجهول، لا يكاد يخلو أي مكان تاريخي في العالم من أساطير وحكايات خيالية تمثل حقبة معينة وتفسرها، والأسطورة في الصين جزء من الذاكرة الثقافية للصين، ويجسدها مبنى “بوكودا” الذي يعود تاريخه إلى القرن العاشر قبل الميلاد.
صعدت المبنى الشامخ لأرى العالم من زاوية أخرى مريحة، شعرت بنشوة جميلة في عالم أخضر تخترقه المياه الزرقاء. ما أجمل أن تشاهد هذا الجمال بشكل بانورامي فريد من أعلى المبنى الذي يتوسط المدينة الساحرة هانغزو.
أصبح بوكودا الأسطوري، معلمًا تاريخيًا فريدًا، ومحجًا للزوار من مختلف الجنسيات، خاصة بعدما أعادت الحكومة الصينية إحياءه سنة 2002؛ ليصبح بهذا الجمال الذي يغري السياح والزوار.
في الماضي، كان الصينيون يتسللون إلى المبنى، ويأخذون حجرًا كل يوم بنية الشفاء، حتى انهار المبنى بالكامل، وانطلاقًا من هذه الحادثة التي تذكرها الروايات الشعبية، تأسس الطب الصيني، الذي أصبح اليوم علمًا متكاملًا بلغ صداه الغرب.
وأنا أتجول داخل المبنى، أثارني رواق الصور والمنحوتات التي تؤرخ لزمن مضى، صور تعبر عن الشفاء والتداوي بالطب الصيني التقليدي، وكتابات قديمة، وزخارف مختلفة الألوان تشد نظر من يراها، لم أشعر إلا وأنا خارج من المبنى أخترق شارع خوفان، وأصل إلى هدفي لمعرفة أسرار هذا الطب العجيب.