تركيا.. سحر الطبيعة
Ali Bin Towar Network
فيها آلاف السياح من مختلف الديانات والثقافات.

خلال رحلتي في تركيا وبعد الانخراط في تاريخ وحضارة البلاد، انطلقت من إسطنبول الآسيوية إلى نظيرتها الأوربية. هناك توجهت إلى منطقة هادئة خضراء تحوي الكثير من الغابات الغنية بأشجار الكستناء والزيزفون والبندق والصنوبر والسنديان، وفي غاباتها تم تصوير العديد من حلقات المسلسل التاريخي التركي الشهير قيامة أرطغرل.

في هذه المنطقة المميزة، وقفت على ثاني أكبر تلة في إسطنبول وهي تلة النبي يوشع، وقد اتخذت اسمها من وجود ضريح النبي يوشع، الذي يتوافد إليه آلاف السياح من مختلف الديانات والثقافات.

بعدما أخذت كأسًا من الشاي التركي اللذيذ المحضَّر على الحطب، وقفت على التلة متأملًا ومندهشًا من جمال المنظر البهيج الخلاب، أحسست وكأنني أنظر إلى لوحة فنية مرسومة بدقة لا متناهية. أكثر ما شد نظري على التلة منظر مضيق البسفور المزيَّن بأطول جسر معلق في العالم، جسر السلطان ياووز سليم.

يعتبر السلطان سليم الأول من أعمدة الدولة العثمانية؛ ففي زمنه عرفت توسعًا كبيرًا، ضم مجمل البلاد العربية، وأصبح يلقب بحامي الحرمين الشريفين، وتكريمًا لهذه الشخصية ارتأت الحكومة التركية أن تسمي أطول جسم معلَّق في العالم باسم هذا السلطان العظيم.

من خلال التأكيد على رموزها وقياداتها الإسلامية، تؤكد تركيا دائمًا على إبراز تاريخها العثماني الحافل بالانتصارات، وتحاول ربط الماضي الناصع بالحاضر المشرق.

وفي نفس منطقة بيكوز، توجد قلعة يوروس عند التقاء البحر الأسود ومضيق البوسفور، وهي آخر القلاع البيزنطية في تركيا، لذلك فهي مميزة تاريخيًا. تمتد القلعة على مساحة 500 متر، ويتراوح ارتفاع أبراجها بين (60 – 130) مترًا. يبدو أنها اطّلعت بأدوار عسكرية واستخباراتية مهمة خلال العصر البيزنطي، فموقعها الجغرافي وأبراجها الشاهقة ساعداها أن تكون العين الحارسة لمضيق البسفور.