جزر الأميرات
Ali Bin Towar Network
ليس فيها وسائل مواصلات غير العربات.

إبان ترحالي في تركيا، قررت زيارة جزر الأميرات. كنت أعتقد في بادئ الأمر بأنها جزيرة واحدة، لكني ذهلت عندما عرفت بأنها تسع جزر، وتم اكتشاف العاشرة مؤخرًا تحت الماء.

تقع جزر الأميرات في بحر مرمرة، وقد كانت دائمًا حاضرة بموقعها الاستراتيجي وجغرافيتها الخلابة في تاريخ البحر المتوسط، فكل حضارة من الحضارات المتعاقبة على المنطقة كانت تعطيها رونقًا خاصًا، وتصبغها بصبغة معينة.

يروى أن اسم هذه الجزر مستمد من العصر البيزنطي، حيث كان يتم نفي الأميرات والأمراء والملوك المخلوعين من قبل الأباطرة البيزنطيين، كما استغلت الجزر في الجانب الديني؛ فبُنيت فيها أديرة يذهب إليها الرهبان للتعبد بعيدًا عن الضوضاء، وخلال العهد العثماني تغيرت ملامح الحياة في هذه الجزر؛ فأصبحت مصيفًا ومكانًا خاصًا لاستجمام الأسرة الحاكمة من سلاطين وأمراء. أما بعد الحرب العالمية الأولى وانهيار الدولة العثمانية؛ فقد أصيبت هذه الجزر بنوع من التقهقر، لتعود خلال أربعينيات القرن الماضي وتصبح إحدى أهم الأماكن السياحية في إسطنبول.

نالت الجزيرة الكبيرة ”بويوك آضا“، وتزيد مساحتها عن خمسة كيلومترات مربعة، الشهرة الكبرى، وفضلاً عن مساحتها الكبرى بين الجزر ووقوعها على تلتين ”العظيمة والدير“؛ فهي بيت مال البيزنطيين، وفق ما عثر عليه عام 1930 في مقابر الأرثوذوكس، من عملات ذهبية تعود إلى حقبة الملك فيليب الثاني ملك مقدونيا ووالد الإسكندر الأكبر، ونُقِلت تلك العملات الذهبية المكونة من 207 قطع إلى المتحف الأثري في إسطنبول. 

ليس في جزر الأميرات وسائل مواصلات غير العربات التي تجرها الأحصنة أو الدراجات الهوائية، فلا مجال للتلوث فيها، ركبت إحدى العرابات وتجولت في الجزيرة مستنشقًا ذرات الأكسجين النقية ومستمتعًا بالمناظر الخلابة.