حضارة وتكنولوجيا وتمسك بالتقاليد
Ali Bin Towar Network
تركيا بلد ثري بثقافتها وتاريخها وحضارتها.

تركيا بلد ثري بثقافتها وتاريخها وحضارتها، كلما اكتشفتُ شيئًا فيها قادني إلى شيء آخر، وكأنها كتاب ضخم من آلاف الصفحات، كل صفحة منه لها قصص وحكايات شيقة ومفيدة، فيها عِبر ومغازي وقيم جمالية وفنية كبيرة.

إسطنبول مدينة التطور والتكنولوجيا، يقطن فيها أكثر من 20 مليون نسمة، لكن بسبب شبكة مواصلاتها المحكمة والمنظمة، لا يكاد الإنسان يعرف أنه في مدينة مكتظة إلى هذه الدرجة، كما أن لها رابع أطول سكك حديدية في العالم، بعد طوكيو ولندن وباريس.

ركبت من محطة مترو يني كابي (Yeni kapi) في قلب إسطنبول، متجهًا إلى ميدان تقسيم، وبمجرد الدخول إلى محطة المترو لاحظت مدى سهولة الوصول إلى أي منطقة في المدينة، كل شيء موضَّح في خرائط ولافتات تيسر بلوغ أي مكان يريده الإنسان. تحمست كثيرًا وودت أن تكون مثل هذه القطارات العالية التنظيم في منطقتنا العربية، وفي بلدي قطر الحبيبة.

وصلتُ إلى ميدان تقسيم، القلب النابض لمدينة إسطنبول، الميدان معلم تاريخي وحضاري ومركز تجاري، يعد من الوجهات المفضلة للسياح والأتراك على حد سواء؛ فالميدان شهد كثيرًا من الأحداث التاريخية والسياسية الغزيرة، وهو مركز تقافي وفني يجمع بين أروقته خبايا وأسرار، ويرسم لوحة فنية عميقة الدلالات تشكِّل التقاء الحضارات الشرقية والغربية.

يُطلق على منطقة التقسيم في إسطنبول اسم تاكسيم أو تكسيم بالتركية، واستمد الاسم من اللغة العربية إذ يعني التوزيع؛ لأنَّ الساحة كانت في الأصل منطقة تجمع للخطوط المائية الرئيسية في المنطقة الشمالية لإسطنبول، ثم تفرُّعها إلى أجزاء أخرى من المدينة.

أدركت وأنا أمشي في شارع الاستقلال، مدى تنوع جنسيات السياح، أحسست لوهلةٍ أن كل العالم موجود أمامي، بمختلف أطيافه وأعراقه ودياناته وثقافاته، فحسب المعطيات المتوفرة يمر من شارع الاستقلال حوالي ثلاثة ملايين شخص يوميًا، رقم ضخم يعكس من جهة التنوع البشري الكبير، ومن جهة أخرى مدى استقطاب تركيا للسياح.

كل شيء يمكن أن يجده الإنسان في شارع الاستقلال، مطاعم مختلفة، متاجر راقية، فولكلور غنائية، مبانٍ أثرية عريقة، مكتبات متعددة وكثير من المقومات التي تنعش قطاعي التجارة والسياحة في تركيا.

لا يمكن للسائح في شارع الاستقلال أو في تركيا عمومًا، ألا يجرِّب العديد من الوجبات الخفيفة والمشهورة، مثل السيميت وهو عبارة كعك بالسمسم، أو المحار الطازج الذي يباع في العربات على جنبات الطريق، رخيص الثمن لكنه غني بقيمته الغذائية.