
من الوجهات التي أثارت فضولي حقًا في مومباي موقع مشهور يدعى سوق الحرامية أو النشالين أو السارقين. شغلني كثيرًا هذا المكان حين سمعت عنه، فقررت زيارته واستكشافه، إذ لا أعلم إن كانت كل السلع التي تباع فيه مسروقة أم لا.
حين دخلت السوق وجدته واحدًا من أهم الأسواق في المدينة، وبالرغم من ذلك كله، يتميز ببساطة تجاره، فالناس هنا يبيعون تحفًا لا تُقدَّر بثمن.
يعد سوق النشالين أو “تشور بازار” واحد من أشهر أسواق مومباي الأربعة، ويضم السوق عددًا من متاجر بيع التُّحف النحاسية والبرونزية، التي يعود تاريخ بعضها إلى قرونٍ مضت، بل ربما يعود تاريخ بعضها إلى عهد الإمبراطوريات التي تعاقبت على حكم الهند عبر التاريخ. وتتفرع عن السوق عدة أزقة تنتشر فيها أكشاك تُباع فيها العطورُ والساعاتُ والخضراوات.
يقع سوق النشالين بالقرب من شارع محمد علي في جنوب مومباي، وقد تحدثت مع عدد من الهنود من الباعة والتجار فأكدوا عراقة السوق وتنوعه الثقافي، بالرغم من أنه مركز تجاري في الأصل.
ولعل المهم في هذه الزيارة هو تأكدي من أن سوق النشالين لا يعني أن السلع المعروضة فيه مسروقة، بل إنه يشكِّل -اليوم- وجهةً متميزة لسلع فخمة وذات قيمة تاريخية ربما لن تجدها في أماكن أخرى. وبعض تلك السلع تُقتنى من قصور أو من إقامات رئاسية أو من البازارات الأخرى.
وعموما فالتسوق في “كولابا” يلبي كل احتياجات الزائرين، وخاصة من أهل البلد، وأيضا من السياح الزائرين لهذه المنطقة الحيوية، التي تقع بالقرب من “بوابة الهند”، وهي أحد معالم مومباي الشهيرة.
لقد تعلمت من زيارتي للهند أمرا في غاية الأهمية، وهو أن تقبُّل الآخرين نعمة نُحسد عليها، وأن العيش في ظل الكراهية نقمة ما بعدها نقمة، وأن الأخلاق الحميدة تخلق روح المحبة بين الناس، وأن مقياس رقي الحضارات هو السعي لتحقيق الإنجازات، وأنه مهما اختلفتم فيما بينكم، فإن أكرمكم عند الله أتقاكم.