
تشتهر جزيرة مورانو الإيطالية بصناعة الزجاج التي بدأت فيها منذ القرن 13 ميلادي. واقتصر الأمر حينها على صناعة الخرز الزجاجي والمرايا. وبعدها ازدهرت صادرات الزجاج من مورانو إلى أوروبا، وسرعان ما حظي صانعو الزجاج في مورانو بمكانة استثنائية وتمتعوا ببعض الحصانة القانونية. ولكن، مُنع صانعو الزجاج من مغادرة البندقية التي كانت جمهورية وقتها.
بيد أن ذلك لم يمنع العديد من صانعي الزجاج من المخاطر المرتبطة بالهجرة من الجمهورية وإنشاء أفران زجاجية في إنجلترا وهولندا. حيث كانت صناعة الزجاج في البندقية سراً وحكراً على الجمهورية. ولكن شهد أواخر القرن 16 تخفيف جمهورية البندقية لذلك الاحتكار، وذلك بعد تسرب سر الصناعة إلى العديد من الدول الأوروبية.
احتكر صانعو الزجاج في مورانو صناعة الزجاج عالية الجودة لعدة قرون. وقاموا بتطوير وتحسين العديد من التقنيات المتعلقة بهذه الصناعة، بما في ذلك الزجاج الشفاف والزجاج المطلي بالمينا والزجاج المصنوع بخيوط الذهب والزجاج الملون وزجاج الحليب. وشمل ذلك أيضاً تقليد أحجار كريمة من الزجاج. حتى وقت قريب، احتفظ بعض الحرفيين في مورانو بتقنياتهم القديمة في صناعاتهم الحديثة للمواد الزجاجية.