
يفتح عطش المعرفة في الصين أبوابه لجميع الآداب والعلوم؛ فنجد من يتعلم اللغة العربية ويعلمها، ومن يأتي لينهل من علم البلد ويسقيها علمًا وأفكارًا جديدة. يا له من موقف رائع! وأنا أدخل ذلك القسم الذي يدرس العربية، ولا أنسى ترحيب الأستاذ والطلبة بي وبلغة عربية سليمة، ولم أنسَ أولئك الطلبة في المكتبة، الذين يتمتعون بشغف كبير لقراءة كتب عربية ودراسات عميقة باللغة العربية.
نظارة على عينيك تأخذك إلى لا معقولها، تنقلك إلى مدن بعيدة وقرى وحقول، رغم استغناء الصين بعدد سكانها الملياري إلا أنها فتحت أبواب عطشها للمعرفة، واستقبلت المبدعين من كل فج لترى بعيونهم ما لم تره بعيون أهلها، الفنون على الجدران؛ لأنها موجودة في النفوس أصلًا، ولكي تكتشف ذاتك والآخر لا بد أن تهاجر بأغانيك كطائر السنونو، وتعرف كيف يمكن لمزرعة عادية أن تتحول إلى مزرعة أفكار ورؤى وحاضنة لميلاد شركات كبرى، تتطور بالموسيقى التي تضفي سحرها على مخازن التكنولوجيا.
وأنا أتنقل بدراجتي عبر شوارع الصين، عجلاتها اعتادت على هذه البيئة الفريدة، وأصبحت تتوافق مع عجلة الزمن، وصلت إلى مكان أقل ما يقال عنه إنه يفتح لك أبواب العالم بمنظار فريد؛ فترى العالم في مكان وزمن واحد، وأنت لا تزال في مكانك.