قصر المونسون
Ali Bin Towar Network
تزخر الهند بمئات القصور والقلاع!

تزخر الهند بمئات القصور والقالع، وهي روائع هندسية تختزل تاريخ هذا البلد العريق، تتحدث بكل فخر عن مجد الأجداد، ومصدر اعتزاز الأحفاد بما ورثوه من قصور وقالع ومعالم وآثار، تنمُّ على عراقة هذا البلد المجيد، مبهرة ومدهشة كل من يراها، وتثير إعجاب من يزورها.

هي أجمل ما في الهند، ذات طراز معماري فريد، ومن يدري فقد تدفعني إلى التفكير في برمجة زيارات جديدة إليها، أزور الجديد من الأماكن، وأستكشف الجديد من المآثر والقصور التي تحوّل بعضها لفنادق فخمة. شمالي الهند أغناها وأثراها عددًا بالمآثر التاريخية، خاصة راجستان وأودايبور، إذ يوجد قصر “المونسون” المميز في مدينة أودايبور، واضعًا أجنحته أعلى قمة جبل، يطل على بحيرة فاتح ساجار، من يطل منه يرى المناظر الخلابة على مدّ البصر، وقصة هذا القصر فريدة وعجيبة.

يعود تاريخ إنشاء قصر المونسون إلى سنة 1885 م، ويعد تحفة أثرية معمارية لا مثيل لها في العالم. بني القصر خصيصًا لموسم المونسون، وهو موسم تعم فيه الأمطار معظم مناطق الهند، يبدأ سنويًا من الشهر السادس إلى الشهر العاشر الميالدي، وفي هذه المدة كان المهراجا يلجأ إلى هذا المكان؛ ليستمتع بالمنظر الخالب للمدينة، ويشاهدها من أعلى قمة جبلية، تتساقط عليها الأمطار وتكسوها الغيوم.

يوفر القصر إطلالات بانورامية على بحيرات المدينة والقصور والريف المحيط بها. بني القصر بالأساس لمشاهدة الغيوم الموسمية، ومنه اكتسب اسم “قصر الرياح الموسمية”، وكان مقررًا أن يكون مركزًا فلكيًا من خمسة طوابق، وفي عام 1983 تم تصوير بعض لقطات فيلم جيمس بوند بالقصر. استغرقت نصف ساعة لأصل بالسيارة إلى قصر المونسون، استمتعت طويلًا وأنا أمر بتضاريس صعبة ومناظر خلابة، وتساءلت: ملك يبني قصرًا بعيدًا عن مدينته، فوق هذا المكان المرتفع، كيف تمكن من هذا؟ وكم كلَّفه بناؤه؟ ومن أين وكيف أحضر المعدات ومواد البناء؟ ولماذا اختار هذا المكان المرتفع؟!

إن من يملك هذا القرار ملك عظيم وغني، صاحب مجد وثراء، من يفكر في بناء قصره فقط من أجل تفادي موسم الأمطار، أو ليستعمله كمركز للصيد، بالتأكيد شخص يملك مالًا وفيرًا وثراءً فاحشًا وعظمةً لا متناهية! يعيش حياةً راقية، ورفاهيةً لا توصف، وبدخًا لا حدود له.