
يُعد مسجد السليمانية من الصروح العظيمة التي أمر ببنائه السلطان العاشر في الدولة العثمانية، وهو السلطان سليمان القانوني والمعروف عند الغرب يومها بسليمان العظيم. وفعلًا كان هذا السلطان عظيمًا بفتوحاته التي شهدها العالم، فقد وصلت الدولة العثمانية إلى أقصاها في ذلك الوقت، وشرّع القوانين وبنى مؤسسات الدولة. إذن فمن الجدير أن يُسمى المسجد باسمه، بل يستحق أن تسمى الدولة بكاملها باسم سليمان القانوني.
ما زال التاريخ واقفًا في تركيا بين معالم صامدة منذ آلاف السنين، وهنا أتذكر قول الله سبحانه وتعالى: ”وتلك الأيام نداولها بين الناس،“ إذ تعلمنا هذه القصور دروسًا أبرزها عدم المبالغة في الحياة؛ فأين أصحاب القصور التي كانت تضج يومًا من الأيام بأصواتهم وكان تعلو بالخدم والحشم. وهنا استذكر قول الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
أين الملوك التي كانت مسلطنةً | حتى سقاها بكأس الموت ساقيها |
فكم مدائنٍ في الآفاق قد بنيت | أمست خرابًا وأفنى الموتُ أهليها |
لا تركِنَنَّ إلى الدنيا وما فيها | فالموت لا شك يُفنينا ويُفنيها |
لكل نفسٍ وإن كانت على وجلٍ | من المَنِيَّةِ آمالٌ تقويها |
المرءُ يبسطها والدهرُ يقبضُها | والنفسُ تنشرها والموتُ يطويها |
صدق الإمام علي، وعسى أن تكون الدار الآخرة خيرًا لنا من الدنيا وما فيها.