مع ملك أودايبور الهندي!
مع ملك أودايبور الهندي!
المهرانا لا يعد الآن حاكمًا ولكنه كبير العائلة.

حرصت على إجراء هذا الحوار مع آخر ملوك “أودايبور” ليختصر لنا الكثير، ونحن نغوص مكتشفين تاريخ المنطقة وتراثها، كما سيسهِّل علينا البحث ويقرب لنا الصورة بشكل أفضل، لأنه بمثابة التاريخ الناطق كما رآه وسمعه وحفظه عن آبائه وأجداده.
علي: مهرانا “آرفان سينغ ميوار” شكرًا جزيلًا لاستضافتنا في القلعة الجميلة، نحن نرى العديد من الأماكن والقلاع، هلا حدثتني عنها؟
المهرانا: عائلتنا تعود إلى مكان قريب، قبل أربعة عشر قرنًا بنى والدنا المؤسس “بابا راهول” هذا القصر سنة 1734، وكان أول سلف يبني منزل موار قبل ستة وسبعين جيلًا مضى.
علي: لذلك تعتبر هذه الأسرة من أقدم الأسر الحاكمة في العالم.
المهرانا: نعم! تعدّ أقدم عائلة حاكمة في العالم.
علي: أقدم عائلة في العالم! هذا أمر مثير للاهتمام، أنا متأكد أنك شهدت العديد من الغزوات هنا في ميوار، والكثير من الحروب في التاريخ، حدثني عن هاتيك الأيام!
المهرانا: لقد بذلت بعض القوى الأجنبية محاولات عديدة للاستيلاء على ميوار؛ لأنهم لا يريدون بقاء أي شخص لديه هذا الإرث على قيد الحياة. كانوا يكرهون ذلك جدًا، ودافعنا عن أنفسنا في مناسبات عديدة، ومن حسن الحظ أننا لم نسمح لهم أن يقضوا على تاريخنا وإرثنا العريق.
علي: كيف تعامل أسالفك مع هذا الوضع؟
المهرانا: كان هذا في العهد الذهبي، وكان الأمر بسيطًا مع الحرب والقوة، واستلزم ذلك أن نكون أقوى من أعدائنا، ومن ثَمَّ تتعزز فرص بقائنا على قيد الحياة.
علي: حدثنا عن دور جدك خصوصًا أنه شهد تحويل هذه الدولة الأميرية إلى بلد مثل الهند، وكيف تعامل مع هذا التغيير؟
 المهرانا: والدي أكثر من جدي، على الرغم من أن جدي لم يدمج ولاية أودايبور؛ فإن والدي قاد تغيير أودايبور إلى الهند الحرة والديمقراطية في عام 1955، ونحن سعداء لأننا جزء من الهند، ونفخر بإسهاماتنا في استقلالها، ونشعر أن جهودنا منذ قرن من الزمان قد أثمرت ولم تذهب سدى
 علي: هل تعتقد أنك سوف تمارس السياسة؟
المهرانا: جوابي لا؛ لن أخوض غمارها لأنني لست جيدًا في السياسة، لقد فضل كثيرون من أمرائنا الأشقاء دخول عالم السياسة، ويملكون معرفة السياسية تؤهلهم لذلك، منهم ناجحون وآخرون ليسوا على الشاكلة ذاتها.
علي: في حوزتك ألماس قيِّم يبلغ عمره آلاف السنين، وتملك بعض القالع الخاصة بالعائلة في جميع أنحاء أودايبور؛ فما أكثر هذه الأشياء قيمة بالنسبة لك؟
المهرانا: عندما تقول قيمة فأنا لا أعتقد أنها قيمة مالية.
علي: لا، أعني القيمة الشخصية لا المالية.
المهرانا: إن القيم متعددة؛ فبعض الأشياء لها قيمة عاطفية، ومثالها العناصر الفنية المتصلة بالعائلة؛ فإنها ترتبط بعمق مع قلوبنا، والكثير غيرها، ونحن فخورون بامتلاكها.
علي: تاج “ليك بالاس” من أجمل المباني التي رأيتها في حياتي، خصوصًا الرخام الجميل الذي يتوسط البحيرة، والمبنى الملكي الشامخ في المنتصف وغيرهما، لماذا حولت كل هذا التراث المدهش إلى فندق؟
المهرانا: يجب أن تفهم ذلك، أصبح من الصعب جدًا بالنسبة لنا بعد عام 1948 ، أن نحافظ على هذه القصور الضخمة، لذلك حولناها إلى فنادق، وأبي حوّل القصر في الوقت الناسب إلى فندق، وحقق نجاحا تجاريًا كبيرًا، الآن -كما وصفت- أحد أفضل الفنادق في الهند بل في العالم كله. 

علي: السيدة كنيدي جاءت إلى هنا سنة 1963، هل جاءت فكرة الفندق من السيدة كنيدي؟
المهرانا: لا، أثناء زيارتها كانت تقريبًا قد استبدلت، هذه قصة لطيفة.
علي: لقد رأيت العديد من الغرف وقصر البحيرة، قبل أن أرى الغرفة، قلت للمدير العام “أرني أفضل غرفة في القصر”؛ فأجاب “سأريك خمس غرف، وقل لي أيها أفضل”، لما رأيتها لم أستطع أن أختار الأفضل من بينها.
المهرانا: لم تستطع أن تجيب..
علي: لم أستطع! إنها مذهلة تمامًا ومدهشة. كيف كانت الحياة في قصر البحيرة في ذلك الوقت؟
المهرانا: نعم، كنا أطفالًا منهمكين في اللعب حول القصر، تمامًا كما يفعل الأطفال جميعهم.
علي: لذلك عندما تتجول في هذه المناطق اليوم، تتذكر الكثير من الأحداث والذكريات.
المهرانا: نعم، ولكن اليوم تغير الكثير.
علي: أعلم أن عرف العائلة المالكة أن يُنتخب ابن المهرانا الأول وليًّا للعهد، وأنت الابن الثاني للمهرانا؛ فكيف انتخبت مهرانا؟
المهرانا: لأن أخي الأكبر طلب تسويةً من والدي، إذا طلبت التسوية فلا بأس، ولكن لا يمكن أن تكون ربَّ الأسرة بعد ذلك.
علي: هذا مثير للاهتمام! لديك ابنة وابن، هل يعيشان مثل والدهم المهرانا؟
المهرانا: نعم أعتقد ذلك، يمارسان حياة طبيعية، جميعنا نعيش حياة طبيعية، أنا لا أعتقد أن هناك حياة خاصة بنا.
علي: المجلات والصحف الهندية تقول إن عائلتك واحدة من عائلات المهرانا السبعة الذين ما زالوا يمارسون حياتهم الملكية منذ سنوات.
المهرانا: هناك العديد من الوظائف والطقوس القديمة، وأنا أتأسف لأنها حملت بعيدًا.
علي: يقال إن لجزيرة جاغمندير المرتبطة بتاج محل قصة مثيرة؛ فما تلك القصة؟
المهرانا: كان الأمير “هورام” يحارب والده “جهانجير السادس”، محاولًا قتله ليصبح ملكًا؛ فطرد من دلهي ونزل على أجدادي طالبًا منهم اللجوء، فمنحوه اللجوء في أودايبور مدة قصيرة في جزيرة جاغمدير.
علي: تحدثت عن اللجوء، ولما حدثت الثورة في أواخر القرن التاسع عشر، منحت اللجوء لأسر البريطانيين في قصرك الخاص؛ أليس كذلك؟!
المهرانا: بالطبع، لا سَّيما للسيدات والأطفال من أسر ضباط الجيش العاملين في تورموغ وجاغمندير. 
علي: وكيف كان ذلك؟ كم مكثت هناك؟
المهرانا: أعتقد أن الأسر البريطانية بقيت مدة شهر أو قريبًا من ذلك، وبعد ذلك أعيدوا مع حماية مناسبة.
علي: شكرًا لوقتكم الكريم، استمتعت بالحديث معكم.
المهرانا: شكرًا جزيلًا على منحكم هذه الفرصة لنا، تحياتي لك وللجميع.

ولد المهرانا آرفيد سينغ ميوار في 13 ديسمبر/كانون الأول 1944، وهو الابن الثاني لبغوات سينغم يوار والشقيق الأصغر لماهندا سينغ ميوار، وسليل العائلة الملكية رقم 74 في أسرة موار، لا يعد الآن حاكمًا ولكنه كبير العائلة، والأمين على مملكته بعد سري أكلينغي أو اللورد شيفا في أودايبور.