ولم يكن الوصول إلى الموقع بالمهمة السهلة، بسبب بُعد الجزر عن الشاطئ، لذا رتب سميث هذه الرحلة مع شركة رحلات ”رودني فوكس“، حتى يتمكن من الإقامة على متن سفينتهم في عرض البحر لمدة 5 أيام، ليتسنى له الفرص الكافية لتأمين اللقطة.
وقال سميث: ”كنت بحاجة أيضًا إلى ظروف المحيط الهادئة والمياه الصافية“.
ويكمن السؤال الأهم في كيفية التقاط هذه الصورة لهذا النوع من أسماك القرش، إذ أنها أكبر الأسماك المفترسة في العالم، وفقًا للصندوق العالمي للحياة البرية. ومن المعروف أن أسماك القرش تمزق قطعًا صغيرة من فرائسها، وتبتلعها كاملة.
ويشرح سميث أنه تمكن من التقاط هذه الصورة بتقنية تُعرف باسم ”Over Under Photography“، أي التقاط صورة نصفها فوق سطح الماء ونصفها تحت الماء، وهي تُعد التقنية المفضلة بالنسبة إليه للتصوير في المحيط.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يعتمد فيها سميث هذه الطريقة لتصوير الموضوعات تحت الماء، إلا أنه أراد حقًا إضافة صورة سمكة قرش أبيض اللون إلى مجموعته.
وأراد سميث أن تنشئ الصورة رابطًا بشخصية سمكة القرش بدلاً من صورة سمكة قرش مخيفة.
وتمثل التحدي الرئيسي في إنشاء هذه الصورة في عامل الأمان للاقتراب من سمكة القرش المفترسة دون تعريض نفسه أو سمكة القرش للخطر، حسبما ذكره سميث، قائلًا: ”لقد فعلت ذلك من خلال تصميم وبناء عمود خاص من الكربون والألمنيوم يمكنني من خلاله تركيب الكاميرا الخاصة بي في النهاية لوضعها في الماء“.
وتم تشغيل الكاميرا بواسطة مشغل عن بعد.
ووصف سميث اللقاء بسمكة القرش الأبيض الكبيرة، قائلًا: ”كانت هادئة تمامًا، فقد اخترت تصوير سمكة القرش هذه عن قصد من بين العديد من أسماك القرس المحيطة، لأنها كانت تُظهر سلوكًا فضوليًا وغير عدواني“.
وأشار إلى أن العديد من أسماك القرش الأخرى في ذلك اليوم كانت تتصرف بشكل أكثر عدوانية قليلاً، وكان من الخطر اقترابها من الكاميرا.
وبالإضافة إلى سمكة القرش الأبيض الكبيرة، وثق المصور البريطاني جميع ما يمكن تصوره من أنواع الكائنات البحرية مثل ”قناديل البحر القاتلة والتماسيح، وصولاً إلى أسماك شقائق النعمان، وفرس البحر الصغير بحجم حبة الأرز“.
وأكدّ: ”هذا الإحساس بالمغامرة والاكتشاف، هو ما يجعلني متحمسًا للعودة إلى المحيط مرة بعد مرة“.