
تقع جمهورية كوبا في منطقة بحر الكاريبي في مدخل خليج المكسيك وعاصمتها هافانا وهي أكبر مدنها، وعدد سكانها يزيد عن (11) مليون نسمة وهي أكبر جزر الكاريبي من حيث الكثافة السكانية. يأتي اسم كوبا من لغة التاينو الأم وهو إما مستمدٌ من كلمة (Coabana)، بمعنى المكان العظيم، أو من كلمة (كوباو) أي الأراضي الخصبة والوفيرة.
كوبا هي بلد الكرم رغم الشحِّ والمحطاتٍ الجنونية والمأساوية. وهي أيضا بلد “الفاكهة المحرَّمة” وبلد التاريخ والرقص والحياة والتناقضات … كوبا هي بلد البذخ قديماً وبلد الفقر للجميع حديثاً.
يبدو الشعب الكوبي كألوان قوس قزح بمزيج الثقافات التي يتميزون بها، وتداخل العادات التي يمتلكونها، وهو ما نراه منعكسا على الجوانب الثقافية والغنية من الرقص والموسيقى إلى الهندسة المعمارية وكذلك اللغة والدين.
كوبا من أكبر الجزر المطلة على البحر الكاريبي، فيها كل ما يمكن أن يتخيله المرء من مناظر طبيعية خلابة من جبال ووديان، ومساحات شاسعة من قصب السكر ومزارع التبغ. فيها سبعُ مدنٍ يعود تاريخها إلى منتصف القرن الخامس عشر، وتضم مجموعة مذهلة من أندر النباتات والحيوانات البرية.
كوبا هي بوابة التاريخ، فهي غنيةٌ بالمعادن مثل: الحديد والنحاس والنيكل والكروم والباريوم والمنغنيز، كما أنها منتجةٌ للسكر والتبغ والقهوة والقنب والإسفنج والجلود ناهيك عن أنها تحتوي أغلب الفواكه الاستوائية.
كوبا هي الشيوعية المُطلقة، والملقبة ببلد الأطباء أيضا، فهي أكثر دولة في العالم تحتضن أطباءً. وهي أيضا بلد “الرجوع بالتقدم،” حيث توقفت عن التطور واعتمدت اعتماداً كليَّاً على نفسها بعد سقوط الاتحاد السوفييتي في بداية التسعينيات، والذي كان يقدم لها الدعم؛ لذلك أعلن فيدل كاسترو لشعبه أنَّ المرحلة الصعبة بدأت، وأنَّ على الشعب الكوبي الاعتماد على نفسه في كل شيء، ولهذا نجحت كوبا في المجال الصحي والتعليم خاصةً، بعد معاناتهم من سوء الاوضاع الصحية ونقص العلاجات، لذلك طوَّر الكوبيون علاجاتهم من الأعشاب والطب الشعبي لتصبح بذلك من أوائل الدول في هذا المجال.
لطالما رغبتُ في زيارة كوبا، ولكن الولايات المتحدة تشدد الحصار عليها وتمنع أي شكل من أشكال التعاون معها، وخاصةً في قطاع البنوك والطيران، كما أنها تمنع مواطنيها من الذهاب إلى كوبا رغم أنها تبعد (93) ميلاً فقط عن ساحل فلوريدا الأمريكي.
لكن الاتحاد الأوروبي قام بخطوةٍ جيدة عام 2008، حين أزال الحصار وأقام بعض العلاقات الدبلوماسية. كان من المتوقع أن تقوم الولايات المتحدة بالخطوة نفسها في حال وافقت كوبا على الديمقراطية اليمينية وبذلك تكون نهاية الشيوعية المطلقة في العالم.