شارع وادي الموت
dead
يتسبب بمصرع مئات الأشخاص سنوياً.

عند الوصول أخذت قسطا من الراحة وتأملت منظر الوادي الذي كان مغلفاً بالغيوم والشلالات تهبط في قلبه، فتحمست كثيراً لهذه المغامرة التي سأقوم بها، لذلك قرأت تعليمات السلامة وانطلقت بدراجتي مع مُرشد الطريق في رحلةٍ جنونية. خلال سيري بالدراجة دخلت في قلب الغيوم وأصبحت رؤية الشلالات أوضح ومختلفة من الداخل ولهذا بتُّ أعرف السبب الحقيقي لمجيء الناس والمغامرين إلى هنا، ألا وهو رؤية سحر هذا المكان الذي يصعب وصفه بمجرد كلمات. ولهذا فإنَّ ثمن رؤيته قد يُكلِّفَ غاليا جداً. قطعت المُنحنيَين الإنجليزي والألماني، وعندما وصلت إلى المنحنى الفرنسي سألت مرشد الطريق عن سبب تسمية المنحنيات ببعض أسماء البلدان فأخبرني بأن السبب يعود إلى موت أشخاص من جنسيات هذه الدول. عندها أيقنت بدون شك أنَّ اسم هذا الشارع ”الموت“، وصفته بأنه الأخطر في العالم ليست شهرةً سياحية أبداً فمن السهل هنا السقوط من المنحدرات خاصةً لمن يستهزئ بهذا الطريق، فكلما قطعتُ عشرة أمتار تقريبا وجدتُ علامةً لِّقبرٍ مجهول.

استمتعنا بحذر وخرجنا من أعالي جبال الأنديز ثم وصلنا إلى أطراف غابات الأمازون، وهنا شعرت بالارتياح ليس بسبب وصولي إلى هنا بأمان بل لأنني وقفت على ارتفاع (760) متراً وعادت إليَّ أنفاسي الطبيعية، لذلك استمتعت كثيراَ وأنا أتناول وجبة الغداء متناسيا بأنني سأعود من الطريق نفسه الذي جئت منه ولكن هذه المرة بالسيارة.