
تقع مدينة ”إزنيك“ في إقليم مرمرة شمال غرب الأناضول، وهي مدينة تاريخية عظيمة بآثارها العريقة. وعُرِفَت إزنيك خلال العصر البيزنطي باسم ”نيقية“، وشهدت ما يسمى ”اجتماع المجمع المقدس“ الذي انتهى بــ ”الانشقاق العظيم“ في الكنيسة المسيحية.
حاول المسلمون خلال فترة الحروب الصليبية فتحها، لكن لم ينجحوا في ذلك إلى أن فتحها السلطان ”عثمان غازي بن أرطُغرل“، مؤسس الدولة العثمانية سنة 1331م، وقد اتخذت المدينة ذات الأسوار الحصينة مركزاً للفتوحات العثمانية التي توّجت بالاستيلاء على القسطنطينية.
منذ أن وطأت قدماي مدينة إزنيك، أحسست بعظمتها فتوجهت مباشرة إلى ”آيا صوفيا“، الكنيسة التي حولها السلطان عثمان إلى جامع، والذي عرف في تاريخه سلسلة إصلاحات كثيرة، ففي زمن السلطان سليمان القانوني أضاف المعماري ”سنان“ لهذا الجامع محراباً وفتحات مقوسَّة على جوانبه، ومع ذلك تم الحفاظ على الطراز المعماري العام للكنيسة.
في مدينة إزنيك لا تتمثل العظمة الأثرية في البر فقط، بل تتجاوز ذلك إلى البحر، لذلك لم أفوّت فرصة زيارة الكاتدرائية الغارقة في البحر، والتي يقدر عمرها بأكثر من 1500 سنة، ووفقاً لمصادر تاريخية قتل جندي روماني القدّيس ”نيوفيتوس“ الذي كان عمره 16 سنة فقط قرب ساحل ”بحيرة إزنيك“ حين كانت ممارسة المسيحية ممنوعة، وبعد انتشار الدين المسيحي في الإمبراطورية الرومانية بنى محبّو نيوفيتوس كنيسة باسمه في المكان الذي قُتِل فيه القدّيس.
بالإضافة إلى مسجدآيا صوفيا وبحيرة إزنيك المشهورة بمناظرها الخلابة، هناك قلعة إزنيك التي بُنيت في القرن الثالث قبل الميلاد، و ”الجامع الأخضر“ الذي بُني في عهد السلطان مراد الأول في القرن الرابع عشر، ومتحف إزنيك الذي يحتوي على آثارا تعود للإمبراطوريات الرومانية والبيزنطية والعثمانية، و ”المسرح العتيق“ الذي بُني في القرن الثاني قبل الميلاد بأمر من الإمبراطور الروماني الثالث عشر ”تراجان“. وفي مدينة إزنيك، هناك أيضاً الموقع الأثري ”باب ليفكة“، وغيرها من المواقع التاريخية.
وتُلقب مدينة إزنيك بــ عاصمة الخزف التركي، فمنها يأتي البلاط والسراميك الذي يزين جدران عديد المعالم الأثرية في تركيا.