على شاطئ بحر العرب ترقد مومباي بقصتها الفريدة، قصة تضرب في أطناب التاريخ، فقديما توزعت في هذا الموقع سبع جزر سكنها عدد قليل ممن عملوا في صيد الأسماك، ثم أقبل المستعمر البريطاني واستولى على المنطقة، وفي القرن التاسع عشر جمع المهندسون البريطانيون الجزر السبع وشيدوا منها مدينة واحدة أطلقوا عليها اسم “بومباي”.

ومع اندلاع الحرب الأهلية الأمريكية تعطلت تجارة القطن في الجزء الغربي من الكرة الأرضية، فاهتبلت بومباي السانحة وملأت فراغ تجارة القطن الأمريكي، وانتعشت المدينة إثر هذه الفرصة الثمينة، ومع افتتاح قناة السويس زادت قيمة بومباي، بل أصبحت واحدة من أكبر مرافئ بحر العرب، وبعد استقلال الهند عن التاج البريطاني في الخامس من أغسطس/آب 1947، قرر سكان المدينة تغيير اسمها إلى مومباي نسبة إلى آلهة قديمة تدعى مومبا.

واليوم تعتبر مومباي عاصمة ولاية ماهاراشترا وأكبر مدينة في الهند، وأكثرها اكتظاظا بالسكان، وفي سنة 2018 صُنفت المدينة الرابعة بين مدن العالم من حيث الكثافة السكانية، وفي عام 2020 وصل عدد سكانها إلى 28 مليون نسمة، لتصبح المدينة الأكثر اكتظاظا في العالم. تجمع مومباي بين نيويورك وهوليوود، فهي العاصمة المالية والاقتصادية للهند وإن لم تكن العاصمة السياسية، وفيها أغلى منزل في العالم، ويقدر سعره بمليار دولار.

قررت مومباي تجديد ثوبها، وتمخضت جهود أبنائها عن ولادة نافي مومباي (مومباي الجديدة) لتواكب العصر وتتفادى صعوبات النسخة القديمة من جوهرة التاج الهندي.