برج الفتاة التركي
برج الفتاة التركي
كان برج الفتاة في قلب التحولات السياسية الكبرى؛ فكل دولة من الدول المتعاقبة على الحكم استغلته في مجال معين.

بُني برج الفتاة على جزيرة صخرية صغيرة، وهي من أشهر رموز إسطنبول وأكثرها غنى بالقصص والحكايات المثيرة. يقع برج الفتاة على طرف إسطنبول الآسيوي في منطقة إسكودار، يعتقد أنه قد بني خلال القرن الثالث قبل الميلاد، ويبدو أن ظروف تشييد هذا البرج تختلط فيها الروايات التاريخية بالأساطير. 

أشهر الحكايات أن ملكًا رأى حلمًا أن ابنته الوحيدة ستموت بلدغة ثعبان، وليحمي ابنته من أي خطر محتمل عزلها في الجزيرة وبنى لها القلعة لتحميها، وعاشت فترة طويلة حتى أصيبت بمرض حار فيه الأطباء دون أن يجدوا لها علاجًا، حتى اقترح أحد الحكماء العنب ليساعدها على الشفاء، ولسوء حظها جاء ثعبان مع سلة العنب فلدغها وماتت، وبقي البرج يحكي قصة الفتاة التي عاشت في عرض المضيق.

وقد كان البرج في قلب التحولات السياسية الكبرى؛ فكل دولة من الدول المتعاقبة على الحكم استغلته في مجال معين، فمع البيزنطيين كان البرج عبارة عن محطة للسفن، ومع الفتح العثماني استخدمه السلطان محمد الفاتح كمكتبة، وفي أواخر العهد العثماني وبداية العهد الجمهوري كان برج الفتاة عبارة عن حجر صحي، وعند دخول الكهرباء بثت منه أول إذاعة قبل أن يتوقف استعماله بشكل تدريجي. وفي عام 2000 فتح البرج ليكون مطعمًا تقدم فيه الأكلات العثمانية إضافة لكونه مزارا للسياح والراغبين بمشاهده البرج من الداخل.