يعتقد أحد قادة الأعمال في التكنولوجيا الخضراء، أن المُزارعين لن يتمكنوا من مواجهة التحديات التي تنتظرهم في ظل غياب النمذجة العلمية وعدم مراعاة الاحتباس الحراري.

معادلة الغذاء

ففي تقرير نشرته صحيفة لوبارزيان (Le Parisien) الفرنسية، تطرق الكاتب ديفيد شاربنتير إلى وجهة نظر رائد الأعمال الفرنسي جيريمي وينستين، مؤلف كتاب ”معادلة الغذاء: كيف يمكن للرياضيات أن تنقذ الزراعة“ (l’Équation alimentaire comment les maths peuvent sauver l’agriculture) الذي حذّر فيه من نقص الغذاء المحتمل الذي ستعاني منه أوروبا خلال العقد القادم بسبب الاحتباس الحراري، داعيا إلى إنشاء نمذجة عقلانية حتى لا تتراجع زراعة الكفاف.

وفي حديثه عن دور الرياضيات في حل الصعوبات التي يواجهها قطاع الزراعة، يوضح وينستين أنه لم يتوقع أحد حدوث الأزمة الحالية الناتجة عن فائض الإنتاج العضوي، لأنه لا توجد نماذج للأسعار أو توقعات المستهلكين أو معرفة مسبقة بعواقب الاحتباس الحراري؛ لكن من شأن النمذجة الرياضية أن تُقدّم للمزارعين أدوات للتنبؤ بحدوث الأزمات.

وفيما يتعلق بالمخاطر التي تنطوي على الاعتماد على الزراعة العضوية وتكلفتها، يدافع وينستين عن هذه الزراعة، ويؤكد على أهمية أن تكون مجهزة بالأدوات اللازمة ومستنيرة ببيانات موضوعية.

تطبيق النمذجة الرياضية

ويوصي جيريمي وينستين بتطبيق النمذجة الرياضية على جميع القطاعات، مثل المزارع والأعمال التجارية الزراعية، خاصة في ظل وجود حرب بين الزراعة والأعمال التجارية الزراعية، حتى لو حاول ”قانون إغاليم 2“ (la loi EGalim 2) إنشاء لغة مشتركة.

كانت نقطة البداية جيدة، لأن هذا القانون جعل أسعار المواد الأولية مقدسة للمنتجين. ولكن دون نمذجة، لم نتوقع تأثيرها المباشر وهو تسجيل طفرة في الواردات. ونظرا لأن الأعمال التجارية الزراعية لم تعد قادرة على التفاوض مع المزارعين الفرنسيين، فقد اتجهت إلى ألمانيا أو بولندا للحصول على الإمدادات بتكلفة أقل.

في الواقع، تساعد النماذج الرياضية الولايات المتحدة وأوروبا وغيرها على توقع العواقب، وإذا وضعنا نموذجا رياضيا لقرار إدخال 20% من المنتجات العضوية في المطاعم المدرسية، فسندرك أنه من الصعب على قطاع المنتجات العضوية تلبية هذا الطلب بالسعر المنخفض للغاية الذي حددته السلطات المحلية.