
منذ سنوات والسلاحف البحرية تكافح للبقاء على قيد الحياة، بسبب المخاطر التي تهدد حياتها في البحر المتوسط، كشباك الصيادين وخيوط الصنارات التي سببت لها الكثير من الأضرار، كذلك مخلفات البلاستيك وتسربات النفط والتلوث الناتج عن المحطات الحرارية.
لكن الخطر الأكبر يتمثل في شباك الصيد التي يتركها الصيادون بالمياه، إذ يجرفها التيار من مكان لآخر وتصطاد كل الكائنات البحرية التي تكون في طريقها، ما دفع العديد من المؤسسات المعنية والمتطوعون بجمع الشباك واستخراجها من البحار والمحيطات، إلا أن المشكلة مازالت قائمة بسبب تأثيرها أيضا عمليات الغطس.
ووفقا لمركز أبحاث وإنقاذ وإعادة تأهيل السلاحف البحرية في تركيا (DEKAMER) فقد عُثر على جثث 231 سلحفاة نافقة بشواطئ المتوسط خلال عامين، كما نفقت 39 سلحفاة أخرى من بين 95 أُحضرت إلى المركز لإنقاذها في حين أعيد تأهيل 56 سلحفاة وأُعيدت إلى البحر.
من جانبها قالت عائشة أوروتش، مديرة برنامج البحار والحياة البرية في تركيا التابع للصندوق العالمي للطبيعة، إن السلاحف البحرية تعد من الأنواع الحساسة، وإن شباك الصيادين تمثل مشكلة كبيرة لهم.
وقال يعقوب كاسكا، رئيس مركز أبحاث وإنقاذ وإعادة تأهيل السلاحف البحرية في تركيا، إنه لا مفر من أن تعلق السلاحف البحرية بالشباك في الأماكن التي تشهد تواجدا كثيفا للصيادين وأنشطة الصيد.
وأكد أنهم يشرحون للصيادين ما الذي يتوجب فعله عند تعلق السلاحف بالشباك، ويحذرونهم من إلقائها في البحر ظناً أنها نفقت، لأنها قد تكون فاقدة الوعي فقط بسب إصابتها، مبينًا أن المركز يمكنه إنقاذ معظم السلاحف التي تأتي إليه في هذه الحالة.
كما طالبوا الصيادين استخدام خطافات شبه دائرية على شكل C في صنارات الصيد لأنها لا تعلق بسهولة في فم السلاحف على عكس الخطافات العادية، كما يعملون على نشر تطبيق يشتمل على تعليق لمبات صغيرة خضراء في الشباك لتحذير السلاحف البحرية وإبعادها.
ولفت كاسكا إلى أن خيوط الصنارات أيضاً تشكل خطراً على حياة السلاحف البحرية، إذ يعلقون بها أحيانا، أو يبتلعونها ظنا أنها طعام فتسبب لهم مشاكل بالمعدة والأمعاء تؤدي إلى نفوقهم
وفي نفي الإطار أشار الخبراء إلى أن مراوح محركات القوارب تشكل عنصراً آخر من عناصر الخطر التي تهدد السلاحف البحرية في البحر المتوسط.
وفي قضاء أورتاجا بولاية موغلا جنوب غربي تركيا، تنظم يوميا مئات الجولات بالقوارب تحمل آلاف السياح المحليين والأجانب.
وفي إطار الجولات يأتي السياح إلى شاطئ إيزطوزو المشهور بكونه شاطئ سلاحف كاريتا كاريتا، ويقوم السياح بإطعام السلاحف طعامهم المفضل وهو الكابوريا الزرقاء (السلطعون) رغم إن ذلك ممنوع من قبل السلطات.
وأفاد كاسكا بأن السلاحف تتجمع بأعداد كبيرة لتتناول طعامها المفضل إلا أن إصابتها من مراوح القوارب يصبح أمر لا مفر منه بسبب كثرة أعدادها وكثرة أعداد القوارب في نفس المكان.
وحذر من إطعام السياح للسلاحف بالكابوريا الزرقاء، لأن الأمر يعد ترويضاً لها، ويغير من عاداتها الطبيعية في الحصول على الغذاء فضلاً عن الخطر الذي يشكله على حياتها بسبب تعرضها للإصابة من القوارب.