العثور على سفينة المستكشف إرنست شاكلتون بعد 107 أعوام من غرقها
العثور على سفينة المستكشف القطبي إرنست شاكلتون بعد 107 أعوام من غرقها
تم التخلي عن سفينة المستكشف في بحر ويديل، حيث بقيت هناك منذ ذلك الحين.

بعد مرور أكثر من قرن على غرقها قبالة سواحل القارة القطبية الجنوبية، عُثر على سفينة المستكشف القطبي، إرنست شاكلتون، والتي تُعرف باسم “HMS Endurance“، ويبدو أنها في حالة جيدة.

وتبلغ مسافة عمق السفينة، التي غرقت في العام 1915، حوالي 3,008 أمتار في بحر ويديل، على طول الساحل الشمالي لـ أنتاركتيكا، جنوب جزر فوكلاند.

وكان الاكتشاف نتيجة تعاون بين ”Falklands Maritime Heritage Trust“ و ”History Hit“، وهي منصة محتوى شارك في تأسيسها المؤرخ دان سنو.

وقال مينسون بوند، وهو مدير الاكتشاف، في بيان: ”هذا أفضل حطام سفينة خشبية رأيته على الإطلاق. تقف منتصبة، وسليمة، وفي حالة حفظ رائعة“، مضيفًا: ”هذه علامة فارقة في التاريخ القطبي”.

وكان المستكشف الأيرلندي البريطاني مهووسًا بالقطب الجنوبي، حيث خرج في أربع رحلات استكشافية نحو القارة البيضاء.

تمكن طاقم من العلماء والمستكشفين والمؤرخين وصانعي الأفلام من تحديد موقع حطام السفينة
تمكن طاقم من العلماء والمستكشفين والمؤرخين وصانعي الأفلام من تحديد موقع حطام السفينة.

حيثيات التخلي عن سفينة المستكشف  

وغادرت سفينة ”Endurance“ المملكة المتحدة في عام 1914، ووصلت إلى شواطئ ماكموردو ساوند، في أنتاركتيكا، في العام التالي.

وتُعرف هذه الرحلة باسم الرحلة الاستكشافية الإمبراطورية العابرة للقارة القطبية الجنوبية.

وبسبب الظروف القاسية، علقت السفينة وسط جليد كثيف لا يمكن اختراقه في بحر ويديل.

وتخلى 28 رجلًا، بمن فيهم شاكلتون نفسه، عن سفينة ”Endurance“، واتجهوا شمالًا على متن طوافات جليدية.

وكانت هذه المحطة مأهولة من قبل النرويجيين، حيث تم تنظيم مهمة إنقاذية للرجال في جزيرة ”إليفانت“.

ورغم أن الحملة كانت فاشلة، إلا أن صمود الفريق وإنقاذه في نهاية المطاف بعد أشهر، دون أي خسائر في الأرواح، كان يُنظر إليه على أنه انتصار لمثابرتهم، إضافة إلى المهارات القيادية المذهلة لشاكلتون.

وبعد رحلة استكشافية أخرى في وقت لاحق من حياته، تُوفي شاكلتون في جزيرة جورجيا الجنوبية في عام 1947، ودُفن هناك.

استخدم طاقم Endurance22 سفن بحث تحت الماء مصممة خصيصًا لمساعدتهم في تحديد موقع الحطام.
استخدم طاقم Endurance22 سفن بحث تحت الماء مصممة خصيصًا لمساعدتهم في تحديد موقع الحطام.

وبعد التخلي عنها، غرقت ”Endurance“ بنهاية المطاف في بحر ويديل، حيث تواجدت هناك منذ ذلك الحين.

وغادر فريق الاكتشاف من كيب تاون على متن سفينة الأبحاث القطبية واللوجستية الجنوب أفريقية، وهي تُعرف بـ ”S.A Agulhas II“.

وبشكل ملائم، أطلق الفريق على سفينتهم ومهمتهم اسم ”Endurance22“.

توثيق ظروف سفينة المستكشف القطبي

وتواجد على متن السفينة مجموعة من العلماء والمؤرخين وصانعي الأفلام لرصد بعض اللقطات من أجل فيلم وثائقي قادم، عبر ناشيونال جيوغرافيك، حول رحلة تحديد موقع ”Endurance“.

صورة تعكس الحطام في بحر ويديل في المحيط المتجمد الجنوبي.
صورة تعكس الحطام في بحر ويديل في المحيط المتجمد الجنوبي.

وبمجرد اقترابهم من المكان الذي اعتقدوا أن حطام السفينة يتواجد فيه، استخدم المستكشفون مركبات البحث تحت الماء ”Sabertooth“ الهجينة لتحديد موقعها.

ووفقًا للمبادئ التوجيهية لمعاهدة أنتاركتيكا، التي وقعتها 12 دولة في عام 1959، لن يتم نقل سفينة ”Endurance“ أو تفكيكها.

رغم العثور على الحطام، إلا أنه سيتم ترك السفينة على حالها، بحسب معاهدة أنتاركتيكا.
رغم العثور على الحطام، إلا أنه سيتم ترك السفينة على حالها، بحسب معاهدة أنتاركتيكا.

وبدلاً من ذلك، ستبقى في مكانها وستتم دراستها، ورسم خرائط لها، وتصويرها هناك.

وبينما أن اسم شاكلتون لا يزال مشهورًا في جميع أنحاء العالم، فإن مهمة ”Endurance22“ تركز على المستقبل مثل الماضي.

وقال الدكتور جون شيرز، وهو قائد الحملة: ”لقد أجرينا أيضًا برنامج توعوي تعليمي غير مسبوق، مع عرض بث مباشر من على متن السفينة، ما يسمح للأجيال الجديدة من جميع أنحاء العالم بالتفاعل مع Endurance22، والاستلهام من القصص المذهلة للاستكشاف القطبي، وما يمكن للبشر تحقيقه، والعقبات التي يمكنهم التغلب عليها عندما يعملون معًا“.

———————

المصدر: سي أن أن