تل العمارنة المصرية
645x344-1645001976340
مدينة الأسرار الدينية

على ضفاف نهر النيل بمحافظة المنيا وسط مصر، تنتصب جبال نُحتت في صخورها أسرار دينية قبل نحو ثلاثة آلاف عام، حين كانت عاصمة تحتضن إيماناً جديداً للمصريين القدماء.

”تل العمارنة“، مدينة أخناتون الملك أمنحوتب الرابع، نُقشت هذه العبارة على صخرة في هذه الجبال، لتجذب الزوار للبحث في هذه الأسرار داخل المقابر وبين النقوش والتماثيل التي نُحت أغليها في صخور الجبال.

وأطلق علماء المصريات على تل العمارنة لقب مدينة الأسرار الدينية، وهي قبل أخناتون لم يطأها كهنة ولم تشهد طقوسا لأي إله.

فقبل 1370 ق.م، قرر أخناتون نُحتت هذه الأسرار الدينية، وبحسب المصادر التاريخية، فكان الملك الفرعوني يبحث في هذه المدينة عن إيمان توحدي جديد، بعيداً عن طقوس الإله الفرعوني آمون، وكهنته.

وبقرار أخناتون، الذي حكم بين 1352 و1336 ق.م، أصبحت المدينة عاصمة جديدة لهذا الإيمان ومقرا لعبادة آتون إله الشمس الفرعوني، بديلا عما يُعبد حينها في العاصمتين منف شمالا وطيبة جنوبا، وأُطلق عليها اسم آخت ـ آتون (أي أفق أتون ـ قرص الشمس).

بجولة داخل المدينة، تجد قصرا لأخناتون ونقوش مناجاته لربه، ومعابد آتون، بجانب المقبرة الملكية، و25 مقبرة صخرية.

وأبرز هذه المقابر مقبرة مري رع الأول، وهو الكاهن الأعظم لآتون، وهي مليئة بإبداع النقوش والمشاهد الملكية، وفي إحدى غرفها عمودان على شكل حزمة ورق بردي.

وزاد بهاء المدينة بأن الملكة الحسناء نفرتيتي كانت مناصرة لزوجها أخناتون وداعمة لإيمانه الجديد، وبقي اسماهما معا يدلان على هذه المدينة الفريدة، وفق مصادر تاريخية.

ومن أبرز الآثار التي اكتشفت هناك رأس نفرتيتي، وعثرت عليها بعثة ألمانية وجرى تهريبه إلى الخارج في 1923، وظهر في متحف برلين.

ووفق وزارة السياحة والآثار المصرية، فإن تل العمارنة كانت حاضنة لثورة دينية.

وتقول الوزارة إن هذه المدنية عاصمة أخناتون، أول من نادى بالتوحيد، وقام فيها بما يوصف غالبا بأنها ثورة دينية استهدفت بشكل أساسي المعبود آمون، والذي كان مركز عبادته الرئيسي في طيبة (الأقصر حاليا).

 

 

المصدر: وكالة الأناضول