جولة في ريو دي جانيرو في البرازيل
جولة في ريو دي جانيرو في البرازيل
تتنوع الوجهات في ريو دي جانيرو التي يغلب عليها طابع البساطة.

يومٌ جديدٌ وصباح مشرق في عاصمة البرازيل القديمة ريو دي جانيرو. بدأت نهاري بكوب من القهوة البرازيلية، ثم ركبت الباص متجها إلى الأحياء الفقيرة أو بما يعرف بأحياء ”فافيلا“، وهي منازل شعبية بألوان مختلفة ذات إطلالة فريدة.

أنزلتني الحافلة عند بداية الأحياء وكان عليَّ أن أكمل طريقي سيراً على الأقدام. وكلما مشيت أكثر كلما تعرفت على جمال هذا المكان فهو يفوق التوقعات. فالرسوم والألوان مبهرة فلم أجد جداراً خاليا من الرسوم المزخرفة التي تميز هذا المكان عن غيره، بالإضافة إلى أن هذه الأحياء هي من قامت بتخريج أشهر لاعبي البرازيل مثل (رونالدينيو وروبيرتو كارلوس ورونالدو) وغيرهم الكثير من مشاهير كرة القدم الذين تحدثوا عن نشأتهم في تلك الأحياء وفخرهم بها لأنها أوصلتهم إلى النجومية.

حياة البساطة

وخلال سيري في أحياء فافيلا، لفت انتباهي مبنىً صغيراً هو عبارة عن فندق، فدخلت إليه وتعرفت على مالك الفندق وكان اسمه بول وهو بريطاني الجنسية فأخبرني بأنه يعيش هنا منذ ثلاثين عاما، وكان قبل ذلك يسكن في المدينة وخادمته تقطن هنا في فافيلا. وذات يوم قرر زيارتها في منزلها المتواضع فأحب المكان لدرجة التعلق به لذلك قرر أن ينتقل ويعيش هنا فاشترى منزلاً بالقرب من خادمته وعاش فيه كل تلك الفترة. وقال لي أيضا: إنَّ الفافيلا من أكثر الأماكن أمانا في أمريكا اللاتينية رغم وجود تجارة الممنوعات فيها، لكنَّ الأمان يعود إلى سيطرة العصابات عليها وتأمينها لرواد تجارتهم لذلك لن يجرؤ أيُّ أحدٍ من سكان الفافيلا بالقيام بإيذاء أو سرقة أي أحد.

ودَّعتُ بول مالك الفندق وشكرته على مشاركته لي كل تلك المعلومات القيمة ثم ذهبت إلى (Garota Da Urca)، وهو مطعمٌ برازيليٌ شهيرٌ يطل على خليج (بوتافوغو) فتناولت أشهى طعام برازيلي ذي نكهةٍ مميزة ثم دفعت الفاتورة وأكملت جولتي على شواطئ ريو الخلابة التي ذاع صيتها كأجمل شواطئ في العالم المطلة على المحيط الأطلسي. وروعة الطقس أضاف على المكان جمالا، لذلك تشاهد الجميع مستمتع بإقامة حفلات ورياضات كثيرة.

بوابة عالمية

لم أشعر بنفسي أنني مشيت مسافة طويلة لدرجة أنني تفاجأت عندما وجدت أمامي حديقة فلامنغو أو كما يسمونها (Aterro) وهي أفضل حديقة عامة في ريو دي جانيرو لأنها تُعدُّ مركز تجمُّعٍ للبرازيليين والسيَّاح، فهي تجمع بين النشاط والصحة وفيها أكثر من (300) نوع من الأشجار الغريبة، كما تضمُّ ملاعب لكرة القدم وكرة اليد والرياضات الأخرى، ويتمُّ تنظيم العديد من الفعاليات في هذه الحديقة، ومن هنا ينطلق كلُّ ماراثون تستضيفه المدينة وتجري فيه العديد من مسابقات الألعاب الأولمبية، فالاتحاد الدولي للدراجات يقيم نشاطاته في هذه الحديقة لأنَّ هواة الدراجات الهوائية يفضلون الآتيرو على غيرها بسبب مساحاتها الممتدة ومناظرها الرائعة فهي قريبة من شاطئ خليج غوانابارا.