دراسة: شرب الكحول يؤدي إلى تقلص الدماغ! 2022
دراسة: مشروب يؤدي إلى تقلص الدماغ!
خسائر شرب الكحول تعادل التقدم في العمر لمدة عامين.

حذرت دراسة مروعة من أن تناول كوب واحد فقط من الكحول يوميا يمكن أن يؤدي إلى تقلص عقلك، وخسائر تعادل التقدم في العمر لمدة عامين.

ولطالما كانت طبيعة الارتباط بين الشرب وصحة الدماغ موضوع نقاش بين الباحثين الطبيين. وهناك أدلة قوية تدعم فكرة أن الإفراط في شرب الكحول يسبب تغيرات في بنية الدماغ وفقدان عام للمادة الرمادية والبيضاء – ما يؤدي إلى ضعف الإدراك. ومع ذلك، فإن تأثير استهلاك الكحول المعتدل أقل وضوحا، حيث تشير بعض الدراسات إلى أنه قد لا يكون له أي تأثير أو حتى يكون مفيدا. وكانت الدراسات السابقة محدودة، مع ذلك، بأحجام عينات صغيرة للتحليل.

عادات شرب الكحول

وفي دراستهم الجديدة، حلل عالم الأعصاب جيديون ناف، من جامعة بنسلفانيا وزملاؤه عادات الكحول ومسح الأدمغة لأكثر من 36000 بالغ.

وجمع بيانات الدراسة من البنك الحيوي في المملكة المتحدة – وهي قاعدة بيانات واسعة النطاق تحتوي على معلومات وراثية وصحية مفصلة لنحو نصف مليون بالغ.

وقال البروفيسور ناف: ”إن امتلاك مجموعة البيانات هذه يشبه وجود مجهر أو تلسكوب مع عدسة أكثر قوة – تحصل على دقة أفضل وتبدأ في رؤية ارتباطات لم تكن ممكنة من قبل. وحقيقة أن لدينا مثل هذا الحجم الكبير للعينة يسمح لنا بالعثور على أنماط دقيقة، حتى بين شرب ما يعادل نصف بيرة وبيرة واحدة في اليوم“.

واستخدم الباحثون فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي المسجلة لتحديد أحجام المادة البيضاء والرمادية في المناطق المختلفة لكل من أدمغة المشاركين.

وبعد التحكم في المتغيرات المربكة مثل العمر والجينات والطول والجنس وعادات التدخين والحالة الاجتماعية والاقتصادية، وجد الفريق أنه حتى تناول الكحول بمستويات يعتبره معظم الناس متواضعا، يمكن أن تحمل مخاطر على بنية الدماغ ووظيفته.

وأبلغ كل مشارك في الدراسة عن عاداته في تناول الكحوليات على مقياس يمتد من الامتناع التام عن التدخين إلى متوسط ​​أربع وحدات أو أكثر من الكحول كل يوم.

وعندما قام الفريق بتجميع الأشخاص حسب متوسط ​​مستويات استهلاكهم للكحول، وجدوا نمطا صغيرا ولكنه مهم – مع زيادة عادات الشرب، تباعدت كمية مادة الدماغ بشكل كبير عما كان متوقعا نظرا للسمات الأخرى للفرد.

الانخفاضات في حجم الدماغ مرتبطة باستهلاك الكحول
الانخفاضات في حجم الدماغ مرتبطة باستهلاك الكحول

ولا يبدو أن الانتقال من صفر إلى وحدة واحدة من الكحول يوميا – ما يعادل نصف كوب من النبيذ – يحدث فرقا كبيرا؛ لكن الزيادة من وحدة إلى وحدتين أو أكثر يوميا ارتبطت بانخفاض كل من المادة الرمادية والبيضاء عبر الدماغ.

ولوضع نتائجهم في بعض السياق، قارن الباحثون الانخفاضات في حجم الدماغ المرتبطة باستهلاك الكحول مع تلك التي تحدث نتيجة الشيخوخة.

وأفاد الفريق أن زيادة الشرب اليومي من صفر إلى وحدة واحدة أدى إلى تقادم ما يعادل نصف عام من العمر، في حين أن زيادة وحدتين – الموجودة في كأس من النبيذ أو نصف لتر من البيرة – أدت إلى ما يعادل عامين من فقدان الدماغ.

وفي غضون ذلك، كان الفرق بين تناول المشروبات الكحولية وتناول أربعة مشروبات يوميا، يعادل أكثر من عقد من الشيخوخة.

ومع اكتمال دراستهم الأولية، يتطلع الباحثون الآن إلى الاستفادة من البنك الحيوي في المملكة المتحدة ومجموعات البيانات الطبية الحيوية الكبيرة الأخرى للإجابة عن المزيد من الأسئلة حول تأثير عادات الكحول على صحتنا.

وإلى جانب ذلك، يأمل الفريق في إنشاء روابط سببية بين استهلاك الكحول والآثار الصحية – بدلا من مجرد الارتباطات – باستخدام مجموعة البيانات التي تراكمت من خلال دراسات طويلة الأمد تتعقب صحة الشباب مع تقدمهم في العمر.

ونُشرت النتائج الكاملة للدراسة في مجلة Nature Communications.

لا يوجد مستوى ”آمن“ لشرب الكحول

وفي دراسة نشرت منتصف 2021، أظهرت دراسة أنه لا يوجد مستوى ”آمن“ لشرب الكحوليات، حيث يرتبط الاستهلاك المتزايد بصحة دماغية سيئة.

وفي دراسة قائمة على الملاحظة، درس باحثون من جامعة أكسفورد العلاقة بين شرب الكحول لحوالي 2500 شخص، في المملكة المتحدة، وصحة الدماغ.

ولاحظ الباحثون أن شرب الكحول كان له تأثير على المادة الرمادية في الدماغ، وهي مناطق في الدماغ تشكل ”أجزاء مهمة حيث تتم معالجة المعلومات“، وفقًا لما ذكرته المؤلفة الرئيسية أنيا توبيوالا، باحثة إكلينيكية بارزة في أكسفورد.

وقالت توبيوالا عبر البريد الإلكتروني: ”كلما زاد شرب الناس، قل حجم المادة الرمادية“.

وأضافت: ”بينما كان للكحول مساهمة صغيرة في هذا (0.8٪)، فقد كانت مساهمة أكبر من عوامل الخطر الأخرى القابلة للتعديل“، موضحة أن عوامل الخطر القابلة للتعديل هي ”تلك التي يمكنك فعل شيء حيالها، على عكس الشيخوخة“.

نوع الكحول غير مهم

وحقق الفريق أيضاً فيما إذا كانت بعض أنماط الشرب وأنواع المشروبات والحالات الصحية الأخرى قد أحدثت فرقاً في تأثير الكحول على صحة الدماغ.

نوع الكحول غير مهم
نوع الكحول غير مهم

ووجد الفريق أنه لا يوجد مستوى ”آمن“ للشرب، ما يعني أن استهلاك أي كمية من الكحول هو أسوأ من عدم شربه. ولم يجد الفريق أي دليل على أن نوع المشروب، مثل النبيذ والجعة وغيرها، قد يؤثر على الضرر الذي يلحقه بالدماغ.

وأضاف الباحثون أن بعض العوامل، مثل ارتفاع ضغط الدم أو السمنة أو الإفراط في شرب الخمر، يمكن أن يعرض الناس إلى خطر أكبر.

وقالت توبيوالا: ”يعتقد كثير من الناس الذين يشربون باعتدال أن الكحول إما غير ضارة أو وقائية“.

وأضافت: ”رغم أننا لم نجد علاجاً للأمراض التنكسية العصبية مثل الخرف، إلا أن معرفة العوامل التي يمكن أن تمنع تلف الدماغ هي أمر مهم للصحة العامة“.

ووجدت الدراسات السابقة أنه لا توجد كمية محددة من الكحول أو النبيذ أو البيرة، التي تكون آمنة لصحتك.

ويعد الكحول عامل خطر رئيسي للإصابة بالأمراض والوفاة المبكرة لدى الرجال والنساء الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و49 عاماً في جميع أنحاء العالم في عام 2016، وهو ما يمثل حالة وفاة واحدة تقريباً من كل 10 أشخاص، وفقاً لدراسة نُشرت في ”The Lancet“، عام 2018.

وأضافت بونيفاس: ”يجب ألا ننسى أيضاً أن الكحول يؤثر على جميع أجزاء الجسم، وهناك مخاطر صحية متعددة“.

وقال توني راو الزميل الإكلينيكي الزائر في كلية كينجز لندن: ”وجدت الأبحاث السابقة أن التغيرات الطفيفة التي تظهر تلفاً في الدماغ يمكن أن تظهر بطرق لا يمكن اكتشافها على الفور في الاختبارات الروتينية للوظيفة الفكرية ويمكن أن تتقدم دون رادع حتى تظهر مع تغيرات ملحوظة في الذاكرة“.

وأوضح: ”رغم مستويات الشرب المنخفضة، إلا أن هناك دليل على أن استهلاك الكحول يلعب دوراً أكبر في تلف الدماغ مما كان يعتقد سابقاً. ووجدت دراسة أكسفورد أن هذا العامل كان أكبر من العديد من المخاطر الأخرى القابلة للتعديل، مثل التدخين“.

——————–

المصدر: روسيا اليوم + إكسبريس + سي أن أن