النودلز الصيني!
7764411-11784s49855
التوابل هي من امضاء الطبيعة!

قبل وصولي إلى الصين، لم تخطر لي فكرة تناول النودلز؛ لأنني لم أكن أتقبل أن يكون طبقي المفضل يومًا ما، لكنني أكلته في الصين على سبيل التجربة الأولى. دخلت مطعمًا مشهورًا بتقديم أكلة النودلز، وكان قبالتي على المائدة أحد عشاق هذه الأكلة مع زميلته.
سألته: هل تعجبك النودلز؟
أجاب: نعم.
قلت له: ما الذي يجعلها مميزة للغاية؟
قال: إن محلات عديدة تقدم النودلز، لكن هذا المطعم فريد من نوعه.
كنت حائرًا بين لذة النودلز والبهارات المضافة إليها، الطبق حار، وعلى الرغم من أني أحب الطعام الحار، إلا أنني تحملت النودلز الحار بصعوبة، لكنه لذيذ على كل حال.
خاطبت الشخص الذي أمامي عن مدى استمتاعه بهذا الصنف الحار من الطعام، أخبرني أنه أعجبه، فقلت له مازحًا: هل هو حار؟
قال: إنه حار، ولكنه أعجبني.
قلت وأنا أمازحه: إذن لماذا تبكي؟ أرى عينيك تدمعان!
أجاب: أعتقد أن فيه بعض الفلفل الحار.
أجبته: تعتقد أن هناك القليل؟ بل الكثير من الفلفل يا صديقي!

يسمي هذا المطعم المشهور بتحضير النودلز بـــ “مطعم العذاب،” وذلك لكثرة الفلفل الحار الذي يبكي العين. على الرغم من ذلك، النودلز هنا لذيذ ويفرح القلب، وكل الذين يجلسون هنا تسقط دموعهم من حرارة هذه الأطباق الحارة واللذيذة في الوقت نفسه. لاحظت أن كثيرين يهتمون بالتجارة والأعمال الحرة، وبشكل أكثر من العمل في القطاعات الحكومية أو قطاعات أخرى. التفت إلى فتاة تجلس قرب ذلك الشاب، سألتها عن عملها ودراستها ونشاطها اليومي.
قالت: أنا أعمل.
علي: أين تعملين؟
أجابني الشاب: إنها تعمل معي.
علي: هل أنت رئيسها في العمل؟
أجاب وهو يبتسم: لا! لا! لا.. لست رئيسها في العمل، إنها زميلتي.
علي: حسنًا! أنتما زميلان.

أكملت طبق النودلز وشكرت الفتى وزميلته وغادرتهما بعد أن تبادلنا تحية الوداع. زاد يقيني هنا بأن التوابل هي من إمضاء الطبيعة الشاهدة على صحة اعترافات الكيمياء بأن أنواعًا من الحرائق لا تعرفها النار!