هانغزو والبحيرة الساحرة
Ali Bin Towar Network
لطالما كانت البحيرة ملهمة للشعراء والرسامين على مر العصور.

خطوت من جديد إلى هانغزو، مدينة السحر، إلى وردة الصين التي سحرت كثيرين قبلي، وأهمهم الرحالة ماركو بولو الذي قال عنها ”لو كان هناك جنة على الأرض لأصبحت هانغزو هي الجنة“. وقال عنها ابن بطوطة ”إنها أجمل ما رأت عيناي“، سحرت كثيرين قبلي وها هي اليوم تسحرني.

تأسست مدينة هانغزو الصينية بالكامل بسبب وجود البحيرة الجميلة فيها، إنها البحيرة الغربية، موطن الهدوء والسكينة في تلك المنطقة، وذلك رغم أن أكثر من 300 ألف سائح يزورونها سنويا.

لطالما سمعت عن حفاوة الشعب الصيني، لكن أن ترى هو خيراً من أن تسمع، ولاحظت أن الشعب الصيني شعب مضياف، ووجدت هذا الكرم في أماكن كثيرة هناك. وبينما كنت أتمشى قرب حافة البحيرة الساحرة، التقيت بـ ”لوري“، وهو أحد الفنلنديين الذين يعيشون في الصين، وبعد أن تعارفنا عبر لي عن إعجابه بسحر البحيرة، الذي لا يزال جمالها يستهويه رغم أنه يعيش في الصين منذ خمس سنوات، لا بدّ أن الصين أنسته “حبه القديم” فنلندا. أخبرني أنه يحب فنلندا،

ولكنه يحب الصين أيضاً، وهو يعمل مع الفنلنديين الآن ويساعدهم لزيارة الصين ورؤية هذه ”الجوهرة“ الخفية التي لا يعرفها كثير من الناس.

أيقنت أن لوري يعرف الكثير عن البحيرة، التي تغنى بها العديد من الشعراء منذ اَلاف السنين بحسب ما أخبرني؛ تغنى بها ”سودوم بو“ الذي اختاره الناس ليكون ”عمدتهم“ في ذلك الوقت. وقد جاء لوري إلى هذا المكان منذ سنوات للدراسة، وركب “العبّارة” لرؤية جمال البحيرة الخفي، فأبهرته منذ ذلك الحين.

لمدينة هانغزو سحرها الخاص، ورغم كثرة الناس هنا إلا أن المكان هادئ ويبعث على الاسترخاء. هناك روح خاصة بهانغزو على حد تعبير لوري، إضافة إلى ماضيها الغني، كما أن لديها مستقبلًا زاهراً، ويوجد بها العديد من الشركات مثل شركة “علي بابا”، وشركة “نيكيس”، وبها مجموعة من الفنانين الشباب الذي يسهمون في تغيير العالم، وهذا ما يجعل المدينة تشع بالحياة.

الصين بلد رائع، لكن الطريق ليست دائما ميسرة هنا، فالنجاحات والإخفاقات ممكنة دائما، لكن إذا اجتهدت بعملك وسعيت للنجاح فيمكنك أن تحقق الكثير في الصين. كل شيء معقد في الحياة، لكن لا شيء مستحيل هنا، إنها أرض الفرص. أخبرني لوري أيضا أنه بالإمكان استشعار الروح المميزة في الصين، فلديها ماضٍ عظيم ولديها حاضر مبهر، وأنجبت أشخاصا عظماء غيروا معالم العالم، وذلك أمر مثير للاهتمام.

أرى الصين مثل قوس قزح في تعدد ألوانها وثقافاتها، لا نستطيع تحديد لون مفضل أمام هذا الجمال المتنوع، فكل زاوية فيها فريدة ومميزة بثقافتها وأهلها، ولكل مكان هنا طابع مميز وهوية خاصة. ولكي يبسط الأمر أكثر، قال لوري إن الحال هنا كما في الشرق الأوسط تماما، بإمكانك زيارة مختلف الأماكن التي تتشارك شيئاً معيناً، لكن تلك الأماكن تنفرد أيضاً بطابعها المحلي وسحرها الخاص وجمالها الفريد، إنه شيء مثير للاهتمام. شيء جميل حقًا أن نرى أشخاصًا مثل لوري يستطيعون العيش في الصين بهذه السهولة، خاصة أن العالم أصبح قرية واحدة فعلا، وهناك سهولة في التنقل والسفر، فأرض الله واسعة، لأنها تسع جميع الناس.

لطالما كانت بحيرة هانغزو العذبة ملهمة للشعراء والرسامين على مر العصور، بسبب آثارها التاريخية العريقة وأجوائها الثقافية وجمالها الخلاب، إنها مدينة تلبس وجهاً جديداً مع كل فصل من فصول السنة، ولا غرو أنها واحدة من المناظر الطبيعية العشرة الأكثر شهرة في الصين.