رحلتي إلى الأسكا.. باختصار..

استقلينا المروحية في صباح يوم معتدل متجهين إلى النهر الجليدي في قلب ألاسكا، فأشعة الشمس مناسبة للتزلج والتسلق خاصة مع انعكاسها على الجليد. وبعد وصولنا الموقع، أخذنا كل حاجياتنا من لوازم للتسلق لنعيش مغامرة المشي على الجليد. ثم انطلقنا كفرقة يقودها رجل لديه خبرة بجليد ألاسكا ومن عشاق التسلًّق، وكان حديثه معنا علمياً، حيث أخبرنا أن النهر الجليدي متحرك ولا يختلف عن الأنهار المائية سوى بالحياة فقط وأنه دائماً في ارتفاع. كما حدثنا عن الحفر الخطرة التي تسمى مولان، وكيف أن معظم الاكتشافات للإنسان البدائي والحيوانات التي يعود عمرها إلى آلاف السنين هو بسبب سقوطهم في هذه الحفرة التي حفظت أجسامهم كل هذه الفترة بسبب الثلوج.

جلست على قمة أحد الثلوج، وتأملت جبال ألاسكا الشاهقة ودققت النظر حتى رأيت قمة جبل ماكينلي أو دينالي، وهي الأعلى في قارة أمريكا الشمالية وتقع بين الحدود الكندية الأمريكية، وكان إحساسي كالطائر الذي يفرد جناحيه متنقلً بين الغيوم في سماء كبيرة لا تنتهي، ونحن هنا نمشي في جبالً أيضاً لا نهاية لها، بيضاء مثل لون الغيوم.

إن منظر ذوبان الثلج والشلالات الصغيرة وقطرات المياه من أجمل ما رأيت في النهر المتجمد، فكلما شعرنا بالعطش شربنا من مياه الثلج الغنية بالمعادن، وبعد الانتهاء من استكشافنا اتجهنا إلى خيمتنا حاملين معنا ذكريات جميلة سنبقى نتحدث عنها لمدة طويلة.