
مسجد السلطان أحمد، أو كما يعرف بــ ”المسجد الأزرق“ نسبة إلى اللون الأزرق الذي يغلب على الزجاج والزخارف والإضاءة فيه، إذ تتزين جدرانه الداخلية بالبلاط الأزرق وبالفسيفساء من مدينة ”إزنيك“ التي اشتهرت بهذا النوع من البلاط في القرنين السادس عشر والسابع عشر. ويقع المسجد بالجهة المقابلة لمسجد ”آيا صوفي“، وذلك لغرض إبراز قوة الدولة العثمانية آنذاك. ولهذا المسجد قصة غريبة.
يُروى أن السلطان ”أحمد الأول“ قبل توجهه للحرب، أمر رئيس وزرائه ببناء مآذن ذهبية للمسجد، وكلمة ذهب تنطق ”ألتين“ في اللغة التركية، لكن رئيس الوزراء سمع خطأً كلمة ”ألتي“ والتي تعني ”ستة“ باللغة التركية بدلً من ”ألتين“ أي الذهبية، فبنى ست مآذن ذهبية بدلً من أن يبني أربع مآذن، ويوم رجع السلطان من الحرب استغرب عندما رأى ست مآذن أعلى المسجد، فسأله عن السبب، وأجابه رئيس الوزراء أنت أمرتني أن أبني المسجد بست مآذن، فقال السلطان كنت أقصد بالذهب!
خطأ بسيط أخرج إلينا هذه المنارات الرائعة، وفي الوقت نفسه حفظ الكثير من أموال الدولة، فتخيلوا لو أن مآذن المسجد كانت مطلية بالذهب.
بُني مسجد السلطان أحمد في الأعوام بين 1609 – 1616 للميلاد. وتحتوي جدران المسجد على نقوش كتابية لــ ”درويش محمد ظلي“ -نديم السلطان سليمان القانوني-، ودرويش محمد ظلي هو والد الرحالة العثماني ”أوليا جلبي“ الذي صُنفت شخصيته ضمن عشرين شخصية خدمت الثقافة الإنسانية. ويُعدٌ مسجد السلطان أحمد من أكبر المساجد في العالم، هو من بناء المهندس المعماري ”محمد آغا“. ويضم المسجد مكتبة تاريخية، ومرافق صحية وتعليمية، وفناء فيه نافورة للوضوء، والعديد من الأروقة، بالإضافة لحديقة خضراء تزينها الورود الملونة.
وللمسجد خمسة أبواب رئيسية، و260 نافذة، وتتربع على قمته قبة بارتفاع 43 متراً وبقُطْر 23,5 متراً، وحولها 8 قباب، وفيه عشرات الثريات المطلية بماء الذهب والأحجار الكريمة والكريستال. ويُعدٌ مسجد السلطان أحمد الوحيد في تركيا الذي يضم ست مآذن، وهذا استثناء لمساجد السلاطين في الدولة العثمانية. ويعد هذا المسجد ضمن أهم المساجد في العالم الإسلامي، وهو وجهة مفضلة ومميزة للسياح من العرب والأجانب.