جبل شيمبورازو.. المغامرة بامتياز!
Ali Bin Towar Network
كانت الشمس في أول إشعاع لها والرياح ساكنة والغيوم نراها تُولد في السماء.

اليوم المنتظر في الإكوادور قد أتى، وهو السفر بالسيارة والذي أعتبره متعة كبيرة. ركبت السيارة مع صديقي دييغو وزوجته واتجهنا إلى منطقةٍ بعيدة، وهدفنا هو صعود أطول قمة على خط الاستواء، وهي جبل شيمبورازو (Chimborazo). في الطريق، كانت المناظر مُذهلة وكأنني في حلمٍ خياليٍ، والشعب الأصلي كان على طبيعته وفطرته ولكثرة اندهاشي مما رأيت أزعجت دييغو من خلال طلبي المتكرر بالوقوف لالتقاط الصور والتحدث مع السكان المحليين على فطرتهم، ومع اقترابنا من قمة الجبل، شاهدت قطعان الآلاما البرية وحيوان ألبكة (Alpaca). استقبلنا عند وصولنا عائلة إكوادورية من السكان الأصليين، حيث أعدت لنا ربة المنزل العشاء وشاي الكوكا، بعدها استلقيت قليلا استعداد اً لتسلِّق الجبل.

وفي آخر الليل بدأت أنا وشخص من روسيا السير ومعنا اثنان آخران يقوداننا إلى الجبل وكان الحِّملُ ثقيلا قليلاً، وبعد قليل شعرت بالملل بسبب مشيهم البطيء فقررت أن أسبقهم صعود ا إلى الأعلى خاصة مع اقتراب الفجر وفجأة شعرت بوجود شيء بالقرب مني فتوقعت بأنه زميلي الروسي وماهي إلا لحظات حتى اتضحت الصورة جيداً. فوجدت أمامي ذئبا جعلني أتجمد مكاني خوفا وبسبب قلة الخبرة في التصرُّف في مثل تلك المواقف. وعندما أصدر الذئب صوت صكصكةِّ أنيابه، شعرت بالجفاف في بلعومي والدم في شراييني، ولكنَّ حلاوة الروح جعلتني أرمي كل أمتعتي التي كنت أحملها، وركضت بكل ما أوتيت من قوة إلى الأسفل باتجاه الحملة ولم أتوقف إلى أن وصلت إليهم، كانت حالتي يُرثى لها. وعندما التقطت أنفاسي أخبرتهم عن الحادثة فأنبني المدرب قائلا: كان يجب عليك أن لا تترك الفريق لأن المنطقة مليئة بالمخاطر. فأجبته مقاطعا لحديثه: كان يجب عليك أن تخبرني قبل صعودي وليس بعد، فأنا بغنى عن كلامك الآن فالحادثة هذه علمتني الكثير.

لم أترك الحملة حتى وصلنا أعلى قمَّة شيمبورازو، وكانت الشمس في أول إشعاع لها والرياح ساكنة والغيوم نراها تُولد في السماء، إنه منظرٌ يصعبُ على الإنسان وصفه وللحظةٍ أحسست أنني أمتلك هذا العالم الجميل والرائع.