
تقع مدينة قونيا وسط جنوب تركيا في سهل خصب واسع في الأناضول، وتُمثل بداية التاريخ التركي وتنحدر جذورها إلى أكثر من 8000 سنة قبل الميلاد، وتتمتع المدينة بمكانة دينية وحضارية وأثرية، وهي مهد حضارات كثيرة استوطنتها واتخذتها عاصمتها الثقافية والاقتصادية.
وكانت مدينة قونيا مقراً لإقامة الشاعر والفيلسوف جلال الدين الرومي والذي كان يعرف بـ “مولانا”. ويقال إن المدينة هي من أوائل المدن التي ظهرت بعد ”الطوفان العظيم“، وأنها كانت مركزاً تجارياً مهما في آسيا الصغرى قديماً.
وتُعدٌ قونيا اليوم مركزاً ثقافياً يقام به المهرجانات الفنية والفلكلورية، وهي أيضا مقر للصناعات اليدوية التقليدية، وتعتبر وجهة سياحية فريدة وذات إطلالات باهرة.
وتحتضن المدينة العديد من المعالم الأثرية، ومنها تلة علاء الدين التي أظهرت الحفريات فيها أن المنطقة كانت مأهولة بالسكان أوائل العصر البرونزي (3000) سنة قبل الميلاد. واحتضنت هذه التلة يوماً قصر ”علاء الدين كيقباد“، وتعتبر واجهة المسجد التي تحتوي على آيات قرآنية وزخرفة محفورة من أبرز الآثار السلجوقية.
في مدينة قونيا، أبهرتني الطبيعة الخلابة، وكثرة الأراضي الشاسعة الخضراء الصالحة للزراعة فيها، إضافة للتنوع الجغرافي الكبير، والسدود التي توفر مخزوناً مائياً كبيراً.