بيرو.. زغم الحضارة
Ali Bin Towar Network
اعتمدوا على الرسم في توثيق وتأريخ أحداثهم.

خلال تواجدي في العاصمة ليما، عاصمة جمهورية بيرو، لاحظت غنى المكان بالمباني الإسبانية القديمة. فزرت كنائس ومعالم أثرية عديدة، وكان اللافت وجو كم هائل من الرسومات الكاثوليكية. انتابني فضول معرفة كيف كان الاحتلال الإسباني يتواصل مع السكان الأصليين. وهنا، سألت مؤرخا، فأخبرني أنهم اعتمدوا على الرسم في توثيق وتأريخ أحداثهم، وهو ما يفسر وجود ذاك الكم من الرسومات في جميع الكنائس.

وأضاف المؤرخ: “عندما غزا الإسبان ليما، أخذ السكان المحليون عادةً منهم (أي من الإسبان)، وهي أن تتغطى النساء بالكامل، ولم يكن يُسمح لهن بالتكلم مع الرجال. وهذه العادة أخذها الإسبان من فترة احتلال المسلمين لهم في الأندلس.”

زرت أيضا جامعة سان ماركس، وهي الجامعة الأولى في القارة اللاتينية والمتخصصة بتعليم الدين المسيحي الكاثوليكي، فاطلعت على آلية التعليم هناك، وتعجبت من زخم الاهتمام الذي توليه هذه البلاد لتعليم الكاثوليكية. وبعد قليل من البحث في التاريخ، اكتشفت أن لميا كانت تسمى بمدينة الملوك، وهو اسم أطلقه عليها الإسباني فرانسيسكو بيسارو بعد الانتصار على إمبراطورية الإنكا عام ١٥٣٢. كانت البيرو وقتها معروفة بكثرة الذهب والفضة، وقيل إن هذا كان من الأسباب التي دفعت بيسارو لغزو الإنكا.

لما تكن رحلتي لتنتهي في العاصمة ليما دون قضاء بعض الوقت على ساحلها المطل على البحر الهادئ. وصدقا، كان من أجمل السواحل التي رأيتها، فالمكان هناك غني بالمقاهي والمجمعات التجارية الجميلة التي تجد فيها كل ما تطلبه. الناس هنا تستمتع بكل شيء وتنشغل بالرياضة وممارسات الهوايات الجميلة والاستمتاع بركوب أمواج المحيط الهادئ. نعم، كانت رحلتي إلى جمهورية البيرو قصيرة، ولكن غنية بالمعرفة والمتعة.