غابات الأمازون .. الطبيعة البكر
غابات الأمازون .. الطبيعة البكر
غابات الأمازون هي الأكثر خصوبةً، وتنوعا، وغرابةً على سطح الكرة الأرضية.

من بين عشرات الغابات المنتشرة في بقاع العالم، تبقى غابات الأمازون الأكثر خصوبةً، وتنوعا، وغرابةً.

تتربع غابات الأمازون على مساحات شاسعة من أراضي عدد من الدول اللاتينية في القارة الأميركية الجنوبية. وتتمثل هذه الدول بــ بيرو، وفنزويلا، والبرازيل، والإكوادور، وغيانا، وكولومبيا، وغيانا الفرنسية، وسورينام. ومن بين هذه الدول، تحظى البرازيل بنصيب الأسد وبواقع حوالي 60% من غابات الأمازون، في حين تحتضن بيرو 13%، وكولومبيا 10%، ويتوزع ما تبقى من هذه الغابات على باقي الدّول الست الأخرى.

وتقدر المساحة الإجمالية لغابات الأمازون بحوالي 5 ملايين كيلومتر مربع، وهي بذلك ضعف مساحة الأرجنتين بمرتين. وتغطي هذه الغابات نسبة 6% من سطح الأرض. ويطلق العلماء على غابات الأمازون وصف ”رئة العالم“، إذ أنها مسؤولة عن إنتاج حوالي 20% من الأكسجين الذي تتنفسه الكائنات الحية على سطح الأرض.

وتتميز غابات الأمازون بمناخها المستقر نسبياً، وتُعد من أكثر الغابات استقراراً من حيث المناخ. وبالعادة، لا تزيد درجة الحرارة في غابات الأمازون على 27 درجة مئوية، بالإضافة إلى كونها غابات مطيرة تتساقط فيها الأمطار طوال العام.

ويُقدّر العلماء عمر غابات الأمازون على الأرض بأكثر من 55 مليون سنة، وتتحدث تقارير عن أن الإنسان عاش في هذه الغابات منذ أكثر من حوالي 11.200 سنة.

غرابة في غابات الأمازون

يتمثل أحد أكثر المشاهد غرابةً في غابات الأمازون في وجود المئات والآلاف من الفراشات التي تتجمع حول سلاحف النهر الصفراء، وتقوم بشرب دموع هذه السلاحف.
ويفسر العلماء هذا المشهد بحاجة هذه الفراشات إلى المعادن، باعتبار أن دموع السلاحف مالحة، وتحتوي على الصوديوم.

تتجمع الفراشات حول سلاحف النهر الصفراء، لشرب دموع هذه السلاحف.
تتجمع الفراشات حول سلاحف النهر الصفراء، لشرب دموع هذه السلاحف.

من أشهر وأغرب الطيور الموجودة في غابات الأمازون، طائر ”الطوقان“. ولهذا الطائر دور مهم في حماية الغابات، ويُعد الطائر الأعلى صوتاً في غابات الأمازون. ويمكن سماع صوت طائر ”الطوقان“ على بعد عدة كيلومترات، ويشير صوته العالي إلى وجود شيء يهدد الغابة، وبالتالي يحذر بقية حيوانات الغابات.

تتغذى الأناكواندا الخضراء على الغزلان، والسلاحف، والتماسيح، والأسماك
تتغذى الأناكواندا الخضراء على الغزلان، والسلاحف، والتماسيح، والأسماك.

الأناكواندا الخضراء هي واحدة من الحيوانات التي تستوطن غابات الأمازون، ويتراوح طولها ما بين 6 و9 مترات. ويصل وزن الأناكواندا الخضراء إلى حوالي 250 كيلوجراماً، وهي أكبر نوع من الثعابين على سطح الأرض، وهي غير سامة.

وتتغذى الأناكواندا الخضراء على الغزلان، والسلاحف، والتماسيح، والأسماك، وتقضي على فريستها عن طريق الالتفاف حول جسم الفريسة، والضغط عليها حتى تتوقف عن التنفس، ومن ثم تبتلعها بلكامل. وتستطيع هذه  الأناكواندا التنفس بالخياشيم، وقد عُثر عليها  مغمورة تماماً في أنهار ومستنقعات غابات الأمازون.

ويعيش في غابات الأمازون ما يقارب 2.5 مليون نوع من الحشرات، بعضها ضار وخطير جداً. كما تُعد هذه الغابات موطناً لـ 205 أنواع من الطيور، و420 من الثدييات.

ظلام الظهيرة في غابات الأمازون

تتسبب الأشجار الكثيفة المورقة في حجب ضوء الشمس عن أرض غابات الأمازون، حيث تحجب 99% من أشعة الشمس، الأمر الذي يجعل بعض الأجزاء من الغابات تعاني الظلام الدامس في فترة الظهيرة، ومن هنا تتنوع النباتات والحيوانات في الغابات.

ظلام الظهيرة في غابات الأمازون.
ظلام الظهيرة في غابات الأمازون.

كما تعمل الأشجار الكثيفة والمورقة على إبطاء مياه الأمطار، ما يجعل الوصول إلى الأرض يستغرق حوالي عشر دقائق.

وتضم غابات الأمازون أكثر من 400 مليار شجرة تنتمي إلى أكثر من 16 ألف نوع مختلف. كما تضم هذه الغابات ما يقارب 40 ألف نوع من النباتات المختلفة. وتشير تقديرات العلماء والباحثين إلى أنه مع كل كيلو متر واحد في غابات الأمازون يوجد أكثر من 90 ألف طن من النباتات الحيّة. والأمر المؤسف أنه خلال الـ 40 عاماً الأخيرة قُطع أكثر من 20% من أشجار غابات الأمازون.

نهر تحت النهر في غابات الأمازون

يُعد نهر ريو حمزة أحد أشهر أنهار غابات الأمازون، وهو يتدفق على عمق 2000 متر تحت نهر الأمازون، وسُمّي بهذا الاسم نسبة إلى مكتشفه ”فاليا حمزة“، وهو أحد الباحثين في المرصد الوطني البرازيلي. وبحسب اعتقاد العلماء، يمتد هذا النهر بنفس طول نهر الأمازون البالغ حوالي 6 آلاف كيلومتر، ولكنهم يعتقدون أيضاً أن عرضه يبلغ حوالي 200 مرة أضعاف عرض نهر الأمازون.

نهر ريو حمزة.. نهر تحت النهر.
نهر ريو حمزة.. نهر تحت النهر.

وتُعد غابات الأمازون إحدى أهم مصادر المياه النقيّة في العالم، حيث تضم 5 أنهار من أشهرها نهر الأمازون، وهو أكبر نهر في العالم من حيث الحجم، والثاني عالمياً من حيث الطول، ويحتوي على 17 رافداً، وتعيش في الأنهار الموجودة في غابات الأمازون أكثر من 3 آلاف نوع من الأسماك.

غابات الأمازون.. أرض الدواء

تحتوي غابات الأمازون على العشرات من مكونات المستحضرات الصيدلانية، وتشير بعض الإحصائيات إلى أن ربع المستحضرات الصيدلانية الطبية المستخدمة اليوم تحتوي على مكونات أساسها هذه الغابات.
وهناك أكثر من 120 دواءً من مصادر مشتقة من النباتات الموجودة في غابات الأمازون، مع العلم أن 70% من النباتات التي تم تحديدها على أنّها نشطة ضد الخلايا السرطانية معظمها من هذه الغابات.

قبائل غابات الأمازون

تعيش في غابات الأمازون أكثر من 50 قبيلة أصلية، ولكل قبيلة لغتها وثقافتها وعاداتها وتقاليدها التي تميزها عن غيرها. والبعض من هذه القبائل ليست لديها أي اتصال بالعالم الخارجي، حتى أن الحكومة في البرازيل تمنع تحليق الطائرات فوق غابات الأمازون الخاضعة لها.

قبائل غابات الأمازون
قبائل غابات الأمازون.

وتُعد قبيلة ”ووراني“ واحدة من القبائل التي تعيش في غابات الأمازون، ويعيش أفرادها حياة بدائية، ويسيرون وهم عراة، ويأكلون الخنازير والحيوانات البرية التي يصطادونها برماح ضخمة، ويصطادون القرود بالبنادق السامة.